السوشيال ميديا وبث السم في العسل

0 1٬719

انتشرت بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تثبت بشكل مباشر كون السوشيال ميديا وبث السم في العسل ، نعم متابعي موقعنا الكريم، فمواقع التواصل الاجتماعي والتي قد أصبحنا جميعنا مدمنيها، تبث السم في العسل، حيث توغلت في كل تفاصيل حياتنا.

ولعله من السخرية أن تسمى بمواقع التواصل وهي أحد اسباب التباعد الاجتماعي الحقيقي الذي بتنا نعيش معه ومن خلاله، بل وأصبح هذا التواصل لا يتعدى الواقع الافتراضي الذي قد سجنتنا تلك المواقع بداخله.

السوشيال ميديا وبث السم في العسل

السوشيال ميديا وبث السم في العسل

قد تندهش إن أدركت أن بداية مواقع التواصل الاجتماعي كانت منذ القرن التاسع عشر وتحديدًا في عام 1844م، حينما نجح شخص يدعى صمويل في ارسال رسالة من مدينة إلى أخرى باستخدام التلغراف.

وظل الأمر في طور التطور حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن، ولكن هذا التطور قد أثر سلبًا على حياتنا وعلاقتنا الإنسانية الحقيقة، فقد باعدت بين الزوج وزوجته والأم وابنها والأب وابنته.

لقد بات الغضب من شخصٍ ما مجرد حظر، والعتاب من خلال منشور وتحته كلمة #مقصودة ، وربما يصحبه بعض التجاهل في الرد على الرسائل الواردة إلينا.

انتهى زمن المراسلات الكتابية وجوابات العشاق، وأصبحت كلها رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والانستجرام وتويتر وغيرها.

إنها حقًا السوشيال ميديا وبث السم في العسل …

السوشيال ميديا وبث السم في العسل

فوائد السوشيال ميديا

ولكن لنكن منصفين بعض الشئ، لم يكن تطور التواصل الاجتماعي كله عيوب ومساوئ ولكنه حمل في طياته العديد من الفوائد أيضًا، حيث أن تلك المواقع أصبحت ساحة كبيرة لنشر الأراء والمواهب وتبادل الأخبار أيضًا، فلم يكن هنا سرًا في هذا العالم.

كما أنها أصبحت منصة لاسترداد الحقوق، فكل من لديه شكوى أو مظلمة ولم يجد من يستمع إلى شكواه، يذهب حيث إحدى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ليعرض مسئلته، ومن خلال التعليقات ومشاركات المنشور أو الفيديو، ينتشر الموضوع وبسرعة شديدة ليصبح ” تريند ” على السوشيال ميديا ومن ثم يتم التواصل مع صاحبه لرد الحقوق لاصحابها، فقد أصبحت أيضًا صوت لمن لا صوت له من المهمشين والفئة المطحونة من الشعوب.

وعلى صعيد آخر أصبحت صوت لجميع المخلوقات وليس البشر فحسب، كالعنف التي تتعرض له الحيوانات الضالة من القطط والكلاب التي أتخذت من الشارع مأوى لها، ليتم صد أية أذى أو حوادث تعذيب قد يتعرضون لها، فضلًا عن إنقاذها من قبل فرق إنقاذ الحيوان وجمعيات الرفق بالحيوان.

وختامًا أود أن أقول على الرغم من فوائد السوشيال ميديا الجمة، إلا أنها من وجهة نظري عيوبها قد تكون قاتلة، بل هي كذلك بالفعل، فقد قتلت صلة أرحامنا وأصبحت مجرد إعجاب أو تعليق، فرغم كونها تم إنشائها لتقوية التواصل فيما بيننا إلا أنها قطعت الأرحام والعلاقات الإنسانية بشكل مخزي ومحزن.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق