قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك يا زرقاء بالبوار
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجِئوا بحد السيف قايضوا بنا
والتمسوا النجاة والفرار
تلك الآبيات الشعرية تلخص مآساة زرقاء اليمامة التي آودت بحياتها .
يسعى فريق عمل جريدة نبأ هام الألكترونية لتقديم الأفضل لمتابعيها دائماً ، ومسح الغبار عن بعض المصطلحات التي نسمعها بشكل شبه يومي دون أن نعرف معناها أو المقصود بها .
نستعرض في تلك التدوينة عن ماهية المصطلح زرقاء اليمامه ، إلي من كان ذلك الإسم وما سببه ، فإذا كنتم من الأشخاص الذين يعتقدون بأن ذلك الإسم أُطلق علي أحد أنواع الطيور ، فأنتم جداً مخطئين .
من هي زرقاء اليمامة ونشأتها
في قديم الزمان وفي إحدي قري مدينة نجد ، رُزقت عائلة بفتاة فائقة الجمال ذات عينان زرقاوتان ، كانت شديدة العناية بنفسها وخاصة بعينيها ، إذ تعودت منذ أن أصبحت شابة علي تكحيل عينيها بحجر الأثمد لتقوية بصرها وتجميل عينيها .
لاحظت الفتاة شيئاً مختلفاً في حدة بصرها ، فهي علي خلاف الجميع تستطيع رؤية ما يعجز عنه أصحاب النظر العادي ، فكانت تري الشعرة البيضاء في كوب اللبن ، وتُبصر الراكب من مسافة ثلاثة أيام .
مكانتها بين قبيلتها
حظيت هذه المرآة بمكانة هامة في قبيلتها ، فأصبحوا يعتمدون عليها كلما أحسوا بخوفٍ من هجوم عدو ، فكانت تصعد لأعلي نقطة ممكنة في قريتها فتكشف لهم حقيقة ذلك او زيفها وتحدد لهم المسافة التي تفصل العدو عنهم وفي أي وقت يصلون ، وذاع صيتها في المدن والقبائل المجاورة ، فكُشفت نقطة قوة قرية جديس .
مكر ودهاء
خططت إحدي القبائل للهجوم علي مدينة هذة الشابة ، ولكن أحد الشبان كان قد سمع عنها وعن قدرتها العجيبة عن رؤية الأشياء البعيدة ، فخطرت ببالهِ حيلة يستطيعون من خلالها التسلل والهجوم دون أن ينتبة لهم أحد .
فأمر الجنود بقطع بعض الأشجار وحملها والسير وراءها حتي يعتقد الناظر إنها مجرد أشجار .
بدأ الجنود بتنفيذ مهمتهم وباتوا قريبين جداً من القرية المستهدفة ، فلاحظت الشابة ذلك ولم تنطلي عليها الحيلة ، فهرولت مسرعة لإخبار كبار قادتها ، ولكنهم نظروا فلم يروا شيئاً سوي بعض الأشجار التي تحركها الرياح يميناً ويساراً ، تمسكت الفتاة برأيها لكنهم سخروا منها ونعتوها بالجنون ، فشعرت بخيبة آملٍ قاتلة وإزداد خوفها من الخطر الذي يحدق بهم .
نهاية مآساوية
في مساء اليوم التالي وبينما كان أهل القرية منشغلين في عملهم ، هجموا عليهم الجنود فقاتلوهم وسفكوا دماءهم ، ولم تبقي إلا زرقاء اليمامه التي لم يهدأ لهم بال حتي إقتلعوا عينيها قبل أن يقتلوها .
سيرتها في التراث العربي
ظلت قصة زرقاء اليمامه متداولة في التراث العربي وأصبحت رمزاً من الرموز التي يعتمدها الشعراء خاصة في غرض الغزل .
وقيل في حادثة قومها
ونحن جرحي القلب جرحي الروح والفم
لم يبقي إلا الموت والحطام والدمار
وصبية مشردون يعبرون آخر الأنهار
ونسوة يُسقنِ في سلاسل الآسر
وفي ثياب العار مطأطئات الرأس
لا يملكن إلا الصرخات التاعسة
